
في ظاهرة تثير الجدل حول الهوية والانتماء، يظهر زين الدين زيدان كأسطورة فرنسية معقدة، تُسلط الأضواء على ممارسات مزدوجة المعايير في المجتمع الفرنسي.
تبرز هذه الهوة من خلال تصريحات المعلق التونسي عصام الشوالي، الذي أشار إلى أنه في زمن الانتصارات يكون اللاعبون فرنسيين، وفي أوقات الخسارة يصبحون أفارقة و هذا التحول السريع يعكس واقعًا مريرًا يعيشه هؤلاء الأبطال.
زيدان: رمز الهوية المعقدة
يُعتبر زيدان رمزًا لهوية مزدوجة، فهو يجسد الصراع التاريخي بين الثقافة الفرنسية والجزائرية و الموقف الشهير الذي قام به أثناء كأس العالم 2006 عندما نطح المدافع الإيطالي ماتيراتزي لم يكن مجرد رد فعل عابر، بل إنما يمثل استجابة للأذى الشخصي والهوياتي و إذ تعكس تصرفاته والمحبّة التي يحظى بها نجاحه في دمج ثقافات متعددة، لكنه كذلك يبرز التحديات التي يواجهها عندما تفشل المنظومة.
عائلته وتأثيرها على مسيرته
وُلد زيدان في مرسيليا لأبوين جزائريين وقدما إلى فرنسا هربًا من الاستعمار و يعتبر والده، إسماعيل، نموذجًا للتضحيات التي يقدمها المهاجرون و إذ أدى بيئة عائلته المتنوعة إلى تطور هويته و استمر زيدان في تطوير موهبته الكروية منذ صغره، مما أهله للعب ضمن أفضل الأندية الفرنسية.
تجدد الجدل بعد الخسائر
مع تزايد الانتقادات عقب الأداء الضعيف للمنتخب الفرنسي في البطولات الأخيرة، يجدد زيدان كرمز وواجهة تبحث عن هوية جديدة و يتعزز هذا اللغط عندما يتم استدعاء تلك الأمور العرقية عند الإخفاق و في هذا السياق، عانت فرنسا كثيراً من انتقادات تتعلق بتنوع الفريق وتاريخ اللاعبين.
الدروس المستفادة من مسيرته
بغض النظر عن الانتصارات والهزائم، يبقى زيدان رمزًا للتعددية الثقافية ومحورًا للجدل حول الهوية في فرنسا و سواء كان ذلك في الشارع أو في عالم كرة القدم، ينظر إليه الكثيرون كقائد يرمز للاندماج و لكن هذه الصورة اللامعة تتنافى أحيانًا مع واقع الازدواجية التي تتجلى عند تعليقات النقد والتقييم.