هل ممكن الجنيه المصري يقوى بفضل اتفاق الكويت؟
مؤخراً، حصل اتفاق بين مصر والكويت، واللي ممكن يغير شكل اللعبة الاقتصادية في مصر، خصوصاً لما نتكلم عن الجنيه المصري والاتفاق ده بيتكلم عن تحويل 4 مليار دولار من الودائع الكويتية في البنك المركزي المصري إلى استثمارات مباشرة، واللي هتعمل نقلة نوعية في السوق المصري.
طب يعني إيه الكلام ده؟
ببساطة كده، ال4 مليار دولار مش هتفضل نايمة في خزنة البنك، لكن هتتحول لمشروعات حية زي العقارات، الفنادق، البنوك، وحتى شركات حكومية ضمن برنامج الطروحات ويعني بدل ما الفلوس تكون مجرد ودائع، هتتحول لمشروعات بتساهم في نمو الاقتصاد المصري اللي بيتعافى من أزمة نقص الدولار.
الجنيه المصري مؤخراً بدأ يتحسن شوية ووصل لمستوى أقل من 51 جنيه مقابل الدولار، وده مش من فراغ والزيادة دي حصلت بسبب عدة عوامل، أهمها إن المستثمرين الأجانب رجعوا يشترو أدوات الدين الحكومية المصرية، كمان التحويلات من المصريين بره زادت، الصادرات بقت أفضل والسياحة بدأت ترجع لمستواها وكل ده ساعد إن السوق يكون فيه دولارات أكتر.
لكن الاتفاق مع الكويت بيجي ليضيف لمسة جديدة. ال4 مليار دولار مش هتتحول كدفعة واحدة، الكويت هتبدأ تستثمر نص المبلغ، يعني 2 مليار دولار قبل نهاية 2025 والأموال دي هتروح لقطاعات زي السياحة والعقارات والبنوك وده نفس النموذج اللي حصل مع الإمارات في صفقة رأس الحكمة، بدل ما الفلوس تروح لسداد ديون، هتتحول لمشروعات هتخلي الاقتصاد ينمو وتجيب دخل على المدى الطويل.
طيب، إيه تأثير ده على أزمة نقص الدولار؟
ببساطة، لما الكويت تحول الودائع دي لاستثمارات، يعني مصر مش هتدفع الـ4 مليار دولار كدين، وبالتالي هيبقى فيه ضغط أقل على احتياطي النقد الأجنبي وكمان، الاستثمارات دي هتجذب مستثمرين تانيين لأنه هيبقى فيه ثقة أكتر في السوق المصري، وده هيساعد في تدفق استثمارات أجنبية أكثر، وبالتأكيد هيكون فيه دولارات أكتر في السوق، وبالتالي الجنيه هيفضل قوي أو على الأقل مستقر.
لكن، لازم ناخد بالنا إن الجنيه ممكن يترنح لو حصلت تغييرات في السوق العالمي أو لو المستثمرين الأجانب غيروا رأيهم. يعني لو أمريكا غيرت سياساتها الجمركية أو حصلت تقلبات في الأسواق العالمية، ده ممكن يأثر على تدفقات الاستثمارات لمصر وعشان كده الحكومة بتحاول تعتمد على مصادر متعددة زي السياحة والصادرات وتحويلات المصريين من الخارج.
اللي حصل مع الكويت زي إشارة خضرا للمستثمرين، بتقول لهم إن مصر جاهزة لاستقبال فلوسهم، وإن الاقتصاد بيمشي في الطريق الصحيح للتعافي ولكن السؤال الأهم، هل الجنيه هيفضل ثابت ولا هيرجع يترنح تاني؟ وهل الاستثمارات دي هتكون بداية لانتعاشة اقتصادية كبيرة ولا مجرد خطوة مؤقتة؟
