
رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على رحيلها، تظل الفنانة نادرة، المعروفة بلقب أميرة الطرب، رمزاً خالداً في ذاكرة الفن المصري والعربي وبفضل صوتها القوي وموهبتها الفائقة، استطاعت أن تتألق في زمن مليء بالمنافسة، موحية بأنه من الممكن أن تتحقق الأحلام حتى في ظل التحديات.
وُلدت نادرة أمين مصطفى في 17 يوليو 1906، لأسرة مصرية لبنانية، وعانت في طفولتها من فقدان والدتها وغير أنها تمسكت بحلمها الفني، ونجحت في الهروب من زواج مبكر لتظهر في عالم الطرب، حيث بدأت مسيرتها في المناسبات العائلية وبعدها على خشبات المسارح.
حققت نادرة شهرة واسعة بعد انطلاقها على خشبة مسرح رمسيس عام 1929، عندما أبهرت الجمهور بغنائها لحن ما احتيالي يا رفاقي، مما جعلها واحدة من الأسماء المؤثرة في ساحة الطرب المصري وفي عام 1932، كانت نادرة أول مطربة تشارك في فيلم غنائي في تاريخ السينما المصرية، لتنطلق بذلك نحو أعمال فنية خالدة.
بالإضافة إلى الأغاني العاطفية، تميزت نادرة بتقديم أعمال وطنية ودينية، وحققت نجاحًا كبيرًا في الرسائل التي حملتها ورغم تعاونها مع كبار الملحنين، تأثرت بشدة في سنواتها الأخيرة نتيجة ظهور أصوات جديدة، مما دفعها للاعتزال عام 1960 وتوفيت نادرة في 24 يوليو 1990، دون جنازة تليق بمسيرتها الفنية، ولكن صوتها سيظل يتردد في قلوب عشاق الطرب.