
يشهد مستقبل شمال سيناء تحولا جذريا، حيث استحقت المحافظة أن تكون واحدة من أهم المناطق الزراعية الموعودة في مصر وموقعها الاستراتيجي يجعل منها حلقة وصل بين الشرق والغرب، كما أنها تمتلك ساحلًا غنيًا يمتد لأكثر من 220 كيلومترًا على البحر المتوسط وتتنوع المناخات في شمال سيناء بين المتوسطي تقريبًا وشبه الصحراوي، مما يسهم في توفير بيئة ملائمة للعديد من الأنشطة الزراعية والصناعية.
تركز الدولة على الاستفادة من هذه المميزات من خلال تحسين البنية التحتية في المجال الزراعي ووفقاً للبيانات الرسمية، تمتلك شمال سيناء 85 قرية و473 تابعا متميزا، مما يعكس تنوعها الطبيعي ومصادر المياه المتاحة ويعتبر مشروع ترعة السلام من أبرز المشاريع العملاقة التي تستهدف زيادة الرقعة الزراعية بمقدار 156.5 ألف فدان.
بالمزيد من التفاصيل، تظهر نتائج التحليل الجغرافي أن منطقة شرق العريش تتمتع بزراعة متنوعة، تشمل الموالح والزيتون والبطيخ وغيرها كما أن هناك خططاً طموحة لإنشاء مزارع سمكية جديدة لتعزيز الإنتاج السمكي الذي يعد من أساسيات الأمن الغذائي.
ومع إقرار الحكومة بزيادة استصلاح الأراضي، تشير الدراسات إلى أن نحو 17% فقط من مساحة الأراضي بحاجة إلى تحسينات ملموسة خلال الفترة المقبلة، يتوقع أن يكون في شمال سيناء فرصة استثنائية لتطوير المجتمعات الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية، مما يسهم في تحقيق استقرار مجتمعي واقتصادي.
تسعى جهود الدولة أيضًا إلى توسيع مشروعات الأسماك، حيث تنشط العملية بمزارع جديدة، مما يضمن تنويع المصادر الغذائية وتقليل الاعتماد على الاستيراد إن شمال سيناء تمثل أرض الفرص الواعدة، ومزودة بكل ما يلزم لتكون نموذجًا يحتذى به في البنية التحتية المتقدمة والموارد الطبيعية.
يعد مستقبل شمال سيناء زاهراً بفضل خطط التنمية المستدامة، مما يعزز من قدرة المحافظة على مواجهة التحديات واستغلال كل الإمكانيات المتاحة بدءاً من الزراعة وانتهاءً بالثروة الحيوانية، تعتبر شمال سيناء الرائدة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير فرص العمل.