
تل العمارنة، العاصمة التي أسسها الملك إخناتون من الأسرة 18، تتميز بموقعها الفريد قرب منطقة بني حسن الأثرية حيث تبعد حوالي خمسة وأربعين كيلومترا إلى الجنوب كانت تُعرف بـ”أخت أتون” أو “أفق أتون”، ولا تزال آثارها قائمة حتى يومنا هذا، مما يجذب الزوار والمستكشفين.
تضم جبانة تل العمارنة مجموعتين من المقابر ذات الطابع الفريد، وتلفت الأنظار بجدارياتها الملونة التي تعكس الحياة الدينية والثقافية خلال فترة إخناتون وفي هذا السياق، تبرز مقبرة “أخناتون” المُحاطة بالجبال الوعرة، حيث تُعد واحدة من الأبرز في المنطقة، وتنتمي إلى مجموعة من 25 مقبرة مصنفة.
ومن بين المقابر المفتوحة أمام الزوار، هناك مقبرة “هُيا” التي تضم صورًا للملك وعائلته، وكذلك مقبرة “أحمس” التي تحتوي على تمثال لمالكها بالإضافة إلى مقبرة “ميريرى” التي تعكس احتفالات الفرعون بزيارة معبد “أتون”، ومقبرة “بانيهس” التي تصور طقوس عبادته.
ليس ببعيد، نجد مقبرة “ماهو” التي تُعد مثالاً رائعًا للحفاظ على تفاصيل الحياة اليومية، ومقبرة “أى” التي تُعتبر أجمل ما في تل العمارنة، حيث تبرز صور الملك إخناتون وزوجته نفرتيتي خلال تقديمهم الهدايا.
ومعابد آتون الكبرى والصغرى وكذلك القصرين الشمالي والجنوبي، تساهم في جعل تل العمارنة واحدة من أبرز الوجهات السياحية الأثرية على مستوى العالم، نظراً لتاريخها الغني وأهمية الأحداث التي مرت بها تلك المنطقة تعد هذه المقابر والشواهد الأثرية علامة بارزة على فترة الحكم الفريدة التي عاصرها إخناتون، عندما سعى لتوحيد الآلهة تكريمًا للإله آتون، المعبود المعروف بقرص الشمس.