
تشهد العلاقات السعودية المصرية تحولًا نوعيًا بعد توقيع محضر تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري في يونيو الماضي، ليشكل إطارًا مؤسسيًا لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، بما يعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين.
ويهدف المجلس إلى فتح آفاق جديدة للاستثمارات المشتركة، وتوسيع التعاون في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والسياحة، والتعليم، والثقافة، في ظل حرص قيادتي البلدين على ترسيخ شراكة مستدامة ويرى محللون أن هذه الخطوة تُعد ترجمة لرؤية استراتيجية تستند إلى المصالح المتبادلة والأمن القومي العربي المشترك.
وقد شهدت السنوات الماضية انطلاقة قوية لمشاريع كبرى، أبرزها صندوق الاستثمار السعودي المصري لدعم الشركات الناشئة والمشروعات الاستراتيجية، ومشروع الربط الكهربائي السعودي المصري الذي يهدف إلى تعزيز أمن الطاقة وتبادل القدرات الإنتاجية كما تعزز المملكة موقعها كأكبر شريك اقتصادي عربي لمصر من حيث حجم الاستثمارات.
ويؤكد مراقبون أن الدعم السعودي المستمر لمصر، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يعكس إدراكًا لأهمية دور القاهرة المحوري في استقرار المنطقة، كما يرسّخ توجهًا لبناء مستقبل مشترك قائم على التكامل الاقتصادي والسياسي.
وتشكل هذه الشراكة الاستراتيجية نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التعاون العميق بين الرياض والقاهرة، تعزز موقعهما كقوتين فاعلتين في المشهد الإقليمي والدولي.