
شهدت صادرات الصلب الكورية الجنوبية إلى الولايات المتحدة تراجعًا حادًا خلال يوليو 2025 بنسبة 26% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، متأثرة بالرسوم الجمركية المضاعفة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الصلب الأجنبية، ضمن سياسة “أمريكا أولاً” الرامية إلى حماية الصناعات المحلية من المنافسة الخارجية، ما ترك آثارًا سلبية مباشرة على الشركات الكورية المصدّرة.
وأوضح محللون أن الانخفاض يعكس الضغوط المتزايدة على صناعة الصلب في كوريا الجنوبية نتيجة ارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الخام، وتراجع الطلب العالمي بسبب التباطؤ الاقتصادي في الصين والاتحاد الأوروبي، في حين أن السياسات الحمائية الأمريكية قد تعيد رسم خريطة التجارة العالمية للصلب، وتدفع الدول المتضررة إلى البحث عن أسواق بديلة وتوسيع صفقاتها الإقليمية.
وتُعد كوريا الجنوبية سابع أكبر مُنتج للصلب عالميًا، ويمثل القطاع جزءًا أساسيًا من صناعاتها الثقيلة المرتبطة بالسيارات وبناء السفن والإنشاءات، إلا أن الرسوم الجديدة من المتوقع أن تقلص حجم صادراتها إلى أدنى مستوى خلال عقد، ما قد يؤثر على الميزان التجاري ويضغط على النمو الاقتصادي.
وعبرت جمعية مصنّعي الصلب في كوريا الجنوبية عن قلقها من استمرار الرسوم، مشيرة إلى ضعف القدرة التنافسية للشركات الكورية مقارنة بالمنتجين المحليين المدعومين حكوميًا، وطالبت الحكومة بكثافة الحوار مع واشنطن واللجوء إلى آليات منظمة التجارة العالمية، بينما يُتوقع إعادة توجيه الصادرات إلى أسواق جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط لتعويض الخسائر، مع اعتماد أكبر على الابتكار والتكنولوجيا لخفض تكاليف الإنتاج والحفاظ على القدرة التنافسية.