فاطمة الهواري لا تُصالح عرض مسرحي يواجه الذاكرة بالجرح الفلسطيني

مسرحية فاطمة الهواري مسرحية فاطمة الهواري

شهد مسرح السامر عرض مسرحية فاطمة الهواري لا تُصالح ضمن فعاليات مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة وهو عمل كتبه وأخرجه غنام غنام مقدّمًا المسرح كساحة للشهادة والمقاومة لا مجرد فرجة فنية.

النص الذي صاغه غنام غنام استحضر الذاكرة الفلسطينية من النكبة وحتى المواجهة الراهنة جاعلاً من شخصية فاطمة صوتًا لجرح جماعي لا يندمل فيما جسّد أحمد العمري شخصية آبي ناتان كاشفًا هشاشة السردية الإسرائيلية ومحاولة مساواة الجلاد بالضحية وجاء الأداء التمثيلي لأماني بلعج لافتًا إذ تحولت إلى شاهدة تحمل ذاكرة وطن كامل بصوتها وحضورها.

المشهد المسرحي اعتمد على بساطة المشهدية والرمزية البصرية حيث جعل غنام من الكرسي المتحرك رمزًا للمقاومة ومن الكوفية السوداء علمًا للهوية فيما منحت الإضاءة والموسيقى التي شارك فيها ماهر الحلو العرض طاقة درامية جمعت بين التوثيق والشعرية مؤكدة أن المسرح فعل مقاومة وذاكرة حية.

العرض الذي امتزجت فيه الأغاني الفلسطينية مع صوت فيروز قدّم صورة إنسانية واسعة لفلسطين حيث تحضر كوجدان جمعي لا كجغرافيا فقط وجعل من الخشبة فضاءً مفتوحًا للوعي والتساؤل.

فاطمة الهواري لا تُصالح جاء ليؤكد أن المسرح يمكن أن يكون وثيقة إنسانية وسياسية ترفض النسيان وتطرح سؤالاً لا يزال حاضرًا هل يولد سلامٌ فوق أرض لم تُرفع عنها يد القاتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الأقسام