في مقال مؤثر، يفتح الكاتب الصحفي عبداللطيف الضويحي نافذة على جزء من ذكرياته الطفولية التي لا تزال حية في ذاكرته، مستعيدًا إحدى محطات حياته المدرسية التي تركت أثرًا عميقًا في نفسه وفي يومه العالمي، يتساءل الضويحي: ماذا لو كان المعلم أكثر عدلاً؟ يتحدث عن معلم الرياضيات في الصف الرابع الابتدائي، الذي عمد إلى تجاهله داخل الفصل مفضّلًا طلابًا آخرين دون سبب واضح.
يقول الضويحي: “لم أفهم سبب تعمّد معلم الرياضيات تجاهلي رغم تفاعلي الجيد مع بقية المواد والمعلمين”، مشيرًا إلى أن هذه التجربة كانت واحدة من المحطات التي أثرت عليه بشكل كبير ويرى الكاتب أن تحيّز بعض المعلمين تجاه طالب دون آخر ليس مجرد سلوك فردي، بل يمثل “حالة تستدعي العلاج إذا كانت متكررة ومقصودة، أو تحتاج إلى تنبيه وتدريب للمعلم إن كانت غير مقصودة”.
كما يؤكد الضويحي على ضرورة تبني المؤسسات التعليمية موقفًا حازمًا تجاه هذه التصرفات، لما لها من آثار نفسية وتربوية عميقة على الطلاب، مشددًا على أن “أحداث الطفولة تصبح بنية تحتية لقناعاتنا وتعاملاتنا في المستقبل”.
وفي سياق دعوته للتغيير، شدّد الكاتب على أهمية توعية الأطفال بحقهم في بيئة تعليمية عادلة، وحثّهم على “رفض هذا السلوك وتقديم شكوى لإدارة المدرسة عند ملاحظته”.
في ختام مقاله، عبّر الضويحي عن امتنانه للمعلمين المنصفين، قائلاً: “لا يحمل قلبي كراهية لمعلم الرياضيات، رغم ما سبّبه لي نفسيًا وتعليميًا، لكني أقدّر كل معلم لم يتحيّز لطالب دون آخر.”