زيادات الرواتب والمزايا في السعودية 2025: تحولات سوق العمل وتنافس الشركات لجذب الكفاءات

تشير التوقعات الاقتصادية إلى أن سوق العمل في السعودية سيشهد تحسنًا ملحوظًا في عام 2025، حيث يتوقع الخبراء زيادة الرواتب في معظم القطاعات بنسبة تتراوح بين 2% و4% يأتي ذلك مع استمرار تنفيذ مشاريع رؤية 2030 العملاقة، وما تفرضه من طلب متزايد على أصحاب المهارات والكفاءات ولا يقتصر التحسن المرتقب على الأجور فقط، بل يشمل أيضًا حزمة متنوعة من المزايا الإضافية وبرامج التطوير المهني التي تقدمها الشركات لجذب أفضل المواهب.
زيادة مرتقبة في الرواتب.. ما القطاعات الأكثر استفادة؟
يتوقع خبراء الموارد البشرية أن تشهد الرواتب في المملكة العربية السعودية ارتفاعًا متوسطًا بين 2% و4% خلال 2025 ويأتي القطاع الخاص في مقدمة القطاعات المتوقع أن تحقق أعلى نسب الزيادة.
خاصة في المجالات التي تشهد نموًا سريعًا مثل التكنولوجيا، والعقارات، والطاقة المتجددة، والسياحة، والترفيه، والنقل وحيث تبحث الشركات والمؤسسات في هذه القطاعات باستمرار عن كوادر مؤهلة تمتلك مهارات عالية قادرة على تلبية متطلبات النمو والتوسع.
رغم التوقعات بزيادة الرواتب، إلا أن الكثير من أصحاب الأعمال في السعودية أصبحوا يميلون أكثر لتقديم مزايا إضافية بدلًا من زيادة الرواتب الأساسية بشكل كبير ويبرز من بين هذه المزايا:
- برامج التأمين الصحي الشامل
- فرص التدريب والتطوير المهني
- المرونة في ساعات العمل
- مكافآت الأداء والتحفيز المالي غير الدوري
- دعم التوازن بين الحياة المهنية والشخصية
هذا التوجه يعكس سعي الشركات للاحتفاظ بالمواهب وتحسين الرضا الوظيفي دون تحميل الميزانية مصاريف كبيرة على الرواتب الثابتة.
المشاريع الكبرى ورؤية 2030 تدفع الطلب على الكفاءات
ساهمت المشاريع الكبرى في السعودية، وفي مقدمتها مشاريع رؤية 2030، في زيادة الطلب على الموظفين المؤهلين وأصحاب المهارات الحديثة وهذا الطلب المتزايد يدفع الشركات إلى مراجعة هياكل الرواتب باستمرار لمواكبة السوق الإقليمي والدولي، وجذب الكفاءات من الداخل والخارج.
وتتجه قطاعات مثل الطاقة المتجددة والسياحة والترفيه إلى تقديم عروض وظيفية جذابة من حيث الراتب والمزايا لاستقطاب الخبرات النادرة في السوق السعودي.
ارتفاع متوسطات الدخل حسب المستوى التعليمي
تشير الإحصائيات إلى أن مستوى الدخل في السعودية مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستوى التعليم وحيث تصدر حاملو شهادة الدكتوراه قائمة الدخول الأعلى بين السعوديين، إذ بلغ متوسط دخلهم الشهري نحو 29.8 ألف ريال سعودي.
أما حاملو الشهادات الابتدائية، فقد شهد متوسط دخلهم الشهري زيادة ملحوظة بنسبة 8.1% ليصل إلى 5.3 ألف ريال سعودي وهذا يعكس نجاح سياسات رفع التأهيل والتدريب والتطوير في السوق السعودي.
قطاع خاص واعد.. وتوقعات بنمو مستمر
من المنتظر أن يظل القطاع الخاص السعودي محركًا رئيسيًا لزيادة الرواتب والتحفيزات، خصوصًا في القطاعات النامية وتتصدر قطاعات التكنولوجيا، والتطوير العقاري.والطاقة المتجددة، قائمة الأكثر جذبًا للموظفين في 2025، حيث تتنافس الشركات على استقطاب الكفاءات عبر باقات رواتب ومزايا مغرية.
مع تسارع وتيرة التطوير ونجاح مشاريع رؤية 2030، يبدو أن سوق العمل في السعودية يسير نحو مرحلة جديدة من النمو والتنافسية زيادة الرواتب، وتعدد المزايا، وارتفاع مستوى الدخل بحسب التعليم، كلها مؤشرات إيجابية على أن العام المقبل سيحمل فرصًا أكبر للمواطنين والمقيمين، ودعمًا مستمرًا لتطلعات القوى العاملة في المملكة.