آسر أحمد: نفق الأجزاء المتتالية المظلم لا يخرج منه أحد

في السنوات الأخيرة برزت تساؤلات عدة حول الأجزاء المتتالية للأعمال السينمائية والتلفزيونية وخاصة مع ظهور منصات مثل نتفليكس وأمازون وHBO تحول هذا الاتجاه إلى موضوع ساخن حيث تعتبر الأجزاء الثانية والثالثة لدى البعض نقمة وليست نعمة نرى أن صناع هذه الأعمال يغامرون بنجاحاتهم السابقة عندما يقدمون أجزاء جديدة تغفل عن التقديم المميز مما ينتج عنه إهدار وقت المشاهدين وحرمانهم من التجربة الجيدة.
في عالم الإنتاج الفني عملت بعض السلاسل على تحقيق النجاح الباهر مثل The Godfather وHarry Potter بينما تأثرت أخرى سلباً كـ la casa de papel والتي فقدت بريقها بعد النجاح في الجزء الأول القصص لم تستطع الحفاظ على تشويقها مما جعل الأجزاء الجديدة تعاني من فقدان الهوية.
على الرغم من ذلك هناك أمثلة نادرة على النجاح المستدام، مثل فيلم Top Gun: Maverick الذي استمر بعد غياب طويل منذ عرضه الأول عام 1983 هذه الأعمال تظهر أن المسافة الزمنية بين الأجزاء ليست العامل الوحيد الذي يؤثر على النجاح بل يتعلق الأمر بالإبداع والجودة.
بالمحصلة يعكس هذا الموضوع وجهتين نظر مختلفتين فمن جهة يُعتبر تطوير الأجزاء المتتالية وسيلة لتعزيز النجاح، ومن جهة أخرى قد يتحول هذا إلى نفق مظلم يقيّد الإبداع ينتظر صناع الأعمال والمشاهدون على حد سواء أن تظهر أعمال تتمتع بالتجديد وتحترم تاريخها وتقدّم شيئاً مختلفاً يلبي تطلعات الجمهور.