“خط الرورو” الجديد: مصر تفتح أبوابها للأسواق الأوروبية في زمن قياسي
تخيّل شاحنة مبردة تغادر مصر وتصل إلى أوروبا في يومين ونصف فقط! مش حلم، ده الواقع الجديد الذي توفره شبكة “خط الرورو” (Ro-Ro)، التي تربط ميناء دمياط بميناء ترييستي الإيطالي.
الخط ده مش مجرد وسيلة نقل عادية، بل هو ممر تجاري حديث يعزز وصول المنتجات المصرية، خاصة الفاكهة والخضار، إلى أكبر أسواق أوروبا بشكل أسرع وأرخص. باستخدام شاحنات مبردة وجافة على متن سفن رورو، يتم اختصار زمن الرحلة من 6 أيام إلى أقل من يومين ونصف، ما يفتح آفاقًا جديدة للتجارة بين مصر وأوروبا.
لتسهيل وتسريع حركة التجارة، قدمت مصر العديد من التسهيلات في الموانئ، حيث تم تخفيض رسوم الموانئ من 26,050 دولار إلى 3,250 دولار فقط، وهو ما يعكس تخفيضًا بنسبة 88%. كما تم تخصيص 35 ألف متر مربع كساحة تشغيل متكاملة الخدمات. وزيادةً في كفاءة الإجراءات، تم ربط الجمارك المصرية والإيطالية إلكترونيًا، مما يسرع تبادل المستندات والشهادات الصحية بشكل لحظي.
تتم عملية النقل باستخدام تقنيات متطورة تشمل أجهزة فحص X-Ray لزيادة الأمان، بالإضافة إلى أقفال إلكترونية للحاويات المبردة التي تنبه في حال حدوث تغييرات في درجة الحرارة أو فتح الحاوية.
خط الرورو لا يقتصر فقط على تسريع حركة الشحن، بل يحول مصر إلى مركز لوجستي بين إفريقيا وأوروبا. المنتجات الزراعية سريعة التلف، مثل الخضار والفواكه، تجد الآن طريقًا أسرع وأرخص للأسواق الأوروبية. كما يفتح الخط الباب أمام أكثر من 2000 فرصة عمل جديدة في مجال اللوجستيات والسائقين، ويعزز جذب الاستثمارات.
السفينة تصل إلى دمياط كل يوم خميس في الثالثة عصرًا، وتغادر يوم الجمعة الساعة 10 صباحًا، لتصل ترييستي الإثنين صباحًا. بعد ذلك، تنتقل البضائع عبر قطار مخصص إلى روتردام، لتوزع على هولندا وإنجلترا وبلجيكا.
من خلال “خط الرورو”، يمكن للمصدرين الوصول إلى “السوق الأوروبية الموحدة” بسهولة، مما يفتح أمامهم فرصًا كبيرة للتوسع. وزارة النقل دعت المصدرين والمستوردين للاستفادة من هذه المزايا التي تقدمها هذه الشبكة الحديثة.
في النهاية، يعتبر “خط الرورو” من دمياط إلى ترييستي رمزًا جديدًا للتجارة السريعة والآمنة، ليضع مصر أقرب من أي وقت مضى للأسواق الأوروبية.