“الشهد والدموع” تتر درامي خلد صراع الخير والشر بصوت علي الحجار وألحان عمار الشريعي

الفن والترفية بواسطة: mona Alii

عام 1983، وفي زمن ازدهار الدراما الاجتماعية المليئة بالمآسي، قدم مسلسل “الشهد والدموع” نموذجًا فنيًا متكاملًا جعل عنوانه يلخص جوهر القصة في كلمتين.

الموسيقار الراحل عمار الشريعي صاغ لتتر البداية لحنًا متصاعدًا، اعتمد على صراع حاد بين الآلات الوترية وضربات النحاسية، في إشارة مباشرة إلى الصراع الدرامي داخل الأحداث، قبل أن ينتقل إلى إيقاع أكثر هدوءًا مع استخدام “الرق” الشرقي، ممهّدًا لدخول الكلمات بصوت الفنان علي الحجار.

الشاعر سيد حجاب قدّم نصًا يلخص مأساة الإنسانية منذ بدء الخليقة، بين الخير والشر، بين قابيل وهابيل، مؤكدًا أن سبب البلاء الأكبر هو “الاغتراب” بمختلف أشكاله، سواء كان مكانيًا أو زمانيًا أو ثقافيًا.

حافظ علي الحجار على أداء هادئ متأمل، بعيد عن المبالغة في الانفعال، ليجسد رؤيته مع الشريعي بأن صوت المطرب في تترات الدراما هو امتداد لصوت الممثل والأحداث، لا مساحة للاستعراض الغنائي.

أما تتر النهاية فجاء بلحن مبهج يحمل لمسة أمل، مع إعادة صياغة كلمات البداية، حيث تحولت الشمس إلى “شموس” تبعث الدفء، والتراب من قيد إلى حضن، ليطرح سيد حجاب تساؤلًا بديهيًا: لماذا نصارع بعضنا بينما لا شيء يستحق؟

بهذا المزج بين النص العميق واللحن المتدرج والصوت المتأمل، ظل تتر “الشهد والدموع” علامة فارقة في تاريخ الدراما المصرية.

شارك المقال

أحدث الأخبار

mona Alii

محررة أخبار تمتلك خبرة مهنية تمتد لأكثر من ثماني سنوات في مجال الصحافة الرقمية، تتميز بالالتزام والدقة في صياغة المحتوى، وتعمل على تغطية الأحداث بموضوعية واحترافية عالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أقسام الموقع

زر الذهاب إلى الأعلى