شهدت أسعار النحاس في الأسواق العالمية اليوم الخميس 25 سبتمبر 2025، تراجعًا نسبيًا وسط ترقب المستثمرين لتطورات إغلاق أحد المناجم الكبرى في بيرو، ثاني أكبر منتج للنحاس في العالم، وحالة عدم اليقين بشأن توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تجاه أسعار الفائدة، مما أثر على تداولات النحاس في بورصات لندن وشنغهاي وسط تقلبات حادة.
وأوضحت وكالة رويترز أن المستثمرين يراقبون البيانات الواردة من بيرو، حيث تسبب التوتر السياسي في تأخير تشغيل منجم رئيسي، ما قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاج بعشرات الآلاف من الأطنان خلال الربع الأخير من العام، ويؤثر على توازن السوق، بينما يتوقع أن يدعم هذا نقص الإمدادات الأسعار بعد فترة التراجع الأخيرة.
وعلى الجانب الآخر، يترقب السوق قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، إذ يؤدي رفعها إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالنحاس، مما يضغط على الأسعار، بينما أي مؤشرات على تباطؤ السياسة النقدية أو تثبيت الفائدة قد تعزز الطلب على المعادن كأصل آمن، ويُعد النحاس حساسًا جدًا للتغيرات الاقتصادية الأمريكية نظرًا لاعتماد الصناعات الكبرى على استهلاكه، خاصة قطاعات البناء والتصنيع.
وأظهرت بيانات السوق أن أسعار عقود النحاس الآجلة انخفضت بنحو 0.8% لتتداول حول 10,250 دولار للطن في بورصة لندن، مع ضغوط متباينة بين المخاوف من نقص الإمدادات والقلق من تباطؤ الطلب العالمي في حال رفع الفائدة الأمريكية، فيما يراقب المستثمرون المشاريع التوسعية في مناجم أخرى مثل غراسبرغ في إندونيسيا لتعويض النقص جزئيًا.
وتشير التوقعات إلى استمرار تذبذب أسعار النحاس خلال الأسابيع المقبلة حتى صدور قرارات الفائدة الأمريكية، مع متابعة دقيقة لمستويات الإنتاج في المناجم الكبرى وأي بوادر تحسن في التصدير الصيني أو زيادة الطلب على الصناعات الكهربائية والإلكترونية.